יום חמישי, 10 באפריל 2008

مصادرالماء

ليس لمدينة الرملة مصدر طبيعي للماء، وكانت تستمد ماءها عن طريق شبكة من القنوات، كان أهمها قناة بنت الكافر، والتي تشبه نهر بردى الذي يجري في وسط مدينة دمشق. وقد اكتشفت آثار لهذه القناة في الحقول الواقعة في شرق وجنوب المدينة وهي تمتد لأكثر من 15 كيلومتراً. وهذه القناة تزود بالماء سلسلة من الأحواض ، حيث أن أشهرها كان حوض أو بركة العنازية ، والتي ما زالت موجودة إلى الآن في الناحية الشمالية من المدينة القديمة. وهذه البركة تحوي نقوشاً محفورة في الجص يرجع تاريخها إلى عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد (786 - 809 م) / (169 - 193 هـ) . هذه البركة مغطاة بستة أعمدة ذات قناطر معتمدة على أرصفة مصلبة ، وهي مهمة للأقواس القوطية المحدبة ، كما هو معروف من الاستعمالات السابقة والحالية .

من الواضح أن مثل هذا النظام المائي المحكم كان مكلفاً ، وأنه كان يتطلب جواً سياسياً مستقراً ، مع استثمار الدولة في متابعة العناية به . ولكن ، وبمجيء القرن الحادي عشر الميلادي ، لم تعد هذه هي الحال . لقد وصف الرحالة الفارسي ناصر خسرو (1003 - 1060م) / (393 - 451 هـ) كيف أن بيوت الرملة كان لها ماؤها الخاص بها ، لأنه لم يكن هناك مصدر مائي يعتمد عليه . ومما يؤكد الحالة المتردية لبرك الماء العامة في الرملة هو ما يرويه الرحالة الفرنسي جونفيل في القرن الثالث عشر الميلادي ، عندما وصف المناوشات بين الصليبيين والمسلمين قرب الرملة عندما وقع رجل وخيول ثلاثة في إحدى البرك المهملة .

יום שלישי, 11 במרץ 2008